حديث الإمام الطيب.. الإسلام أنصف المرأة وشرع حقوقها
يستكمل فضيلة الإمام الأكبر، استعراض ما تبقى من موقف الحضارات القديمة من قضية «المرأة» وحالتها فى المجتمع العربى إبان الجاهلية، وفى بلاد الجزيرة العربية ما قبل الإسلام، ومع ظهوره، وأمر منطقى ألا نتوقع فى هذه البلاد خروجا على ما درجت عليه معظم الحضارات المجاورة لها من ظلم، ومصادرة لحقوق المرأة، وإن كان بعض المؤرخين يرى أن وضع المرأة فى بلاد العرب كان أقل سوءا مما هو عليه فى البلاد الأخرى، بسبب ما جبلت عليه أخلاق العرب من المروءة والشهامة وحماية الضعيف.
يضيف شيخ الأزهر فى برنامجه التليفزيونى «حديث الإمام الطيب» أن هناك ما أجمع عليه المؤرخون، وهو أن المجتمع العربى كان يحرم المرأة من حقها فى الميراث؛ لأنهم كانوا يربطون الحق فى الميراث بالقدرة على القتال وحمل السلاح، وملاقاة العدو، وإذا كانت البنات لا يطقن القتال؛ فليس من حقهن أن يرثن.. ولم يقتصر الأمر على حرمانها من ميراثها، بل دخلت المرأة جزءا من تركة الأب أو الزوج يرثها الأبناء مع ما يرثونه من مال ومتاع ونعم وإبل وشياه.. والزوجة فى هذا المجتمع لا تملك أن تنفصل عن زوجها حتى لو طلقها مائة مرة، بل تبقى تابعة له إلى أن تموت أو يموت زوجها، وإذا مات الزوج وله أولاد من زوجة أخري؛ فإن زوجته العقيم تصبح من حق الولد الأكبر، وله أن يتزوجها إذا أراد، وإلا تزوجت بغيره، وكان من حق الرجل فى هذا المجتمع أن يتزوج بأى عدد شاء من النساء، ولم يكن للفتاة أى حق فى اختيار شريك حياتها.. ورغم كل ذلك فإن هذه المآسى قد تهون إلى جوار مأساة من أشنع وأبشع ما عرفته البشرية من مآسٍ عبر تاريخها الطويل، ألا وهى جريمة مصادرة حياة الوليدة بدفنها حية فى التراب، فيما يعرف -تاريخيا- بوأد البنات: إما بدافع الخوف من الفقر والعجز عن الإنفاق عليها، وإما بدافع الخوف من العار الذى يمكن أن يلحق قبيلتها يوما من الأيام. كما يوضح شيخ الأزهر، مكانة المرأة فى الإسلام، فيقول إن القرآن الكريم هو أول من أنصف المرأة وشرع لها حقوقها، وأن المرأة لم تكن تعرف -قبل القرآن- أن لها حقوقا لا فى دستور ولا دين. والثانى: أن القرآن ألغى، وإلى الأبد، نقيصة «الخطيئة الأبدية» التى سجلت عليها فى قصة بدء الخلق، وأنها -ومعها الشيطان- أغويا آدم، وكانت سببا فى خروجهم جميعا من الجنة، ورغم ذلك ظلت هذه الخطيئة تؤثر تأثيرا قويا على عقول رجال الأديان قبل الإسلام وبعده فى نظرتهم للمرأة، والبحث فى هويتها.
ومَا تُوفِيقِي إلا بالله رب العالمين (*^
|